وزيرة البيئة تشدد على دور المجتمع المدني في التصدي للتحديات البيئية
- cfda47
- قبل يومين
- 2 دقائق قراءة

في إطار اليوم العلمي حول البيئة المنظم تحت شعار "المجتمع المدني، فاعل رئيسي في حماية البيئة - استكشاف الروابط بين البيئة والرفاه”، أكدت وزيرة البيئة وجودة الحياة، السيدة جيلالي نجيبة، أن حماية البيئة لم تعد خياراً، بل أولوية وطنية ترتبط بشكل مباشر بالأمن الصحي وجودة الحياة في الجزائر.
وفي كلمتها خلال هذا اللقاء العلمي، الذي جمع ممثلين عن مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وخبراء ومنظمات دولية، شددت الوزيرة على أن التكامل بين القطاعات وتعبئة الطاقات كافة يمثلان ركيزة أساسية لمواجهة التحديات البيئية المتزايدة. وأوضحت أن الوزارة تعمل وفق استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تقليص التلوث، وتثمين النفايات، وتعزيز الاقتصاد الدائري، مع حماية التنوع البيولوجي ومرافقة التحول البيئي.
استعرضت الوزيرة جملة من الإنجازات، أبرزها تحديث الإطار التشريعي والتنظيمي البيئي، تطوير آليات الرقابة، والاستثمار في البنية التحتية البيئية، على غرار محطات معالجة المياه ومراكز تدوير النفايات ومحطات مراقبة جودة الهواء.
وفي ما يخص التغيرات المناخية، أشارت إلى أن الجزائر أطلقت خطة وطنية طموحة للتكيّف مع آثار هذه الظاهرة والحد من انبعاث الغازات الدفيئة، مع التركيز على حماية النظم البيئية الهشة. وأكدت أن هذا المسعى لا يمكن أن ينجح إلا عبر تعاون مؤسساتي واسع وتنسيق دائم بين الفاعلين.
وأبرزت السيدة جيلالي الدور المحوري للمجتمع المدني، معتبرة أنه أحد الأعمدة الأساسية في تنفيذ السياسات البيئية. فالمنظمات والجمعيات البيئية تساهم، بحسبها، في التوعية والمراقبة واقتراح الحلول العملية للمشاكل البيئية على المستوى المحلي. وفي هذا السياق، دعت إلى تعزيز آليات الحوار والتشاور، وتمكين هذه الفئة من المساهمة في كل مراحل إعداد وتنفيذ السياسات البيئية.
وأكدت الوزيرة التزام الوزارة بمرافقة المبادرات المحلية والمشاريع التطوعية التي تسهم في حماية البيئة وتحسين جودة الحياة، مشيرة إلى أن إشراك المجتمع المدني هو ضمانة حقيقية لنجاح واستدامة الجهود البيئية.
وخلال هذا اللقاء، تم التوقيع على اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية للأمن الصحي، تهدف إلى تطوير نظم الإنذار المبكر، تعزيز البحث العلمي، وإطلاق برامج للتوعية والتثقيف البيئي والصحي. ووصفت الوزيرة هذه الاتفاقية بأنها تجسيد عملي للمقاربة التشاركية التي تنتهجها الجزائر في مواجهة القضايا البيئية والصحية المعقدة.
وختمت وزيرة البيئة كلمتها بالتأكيد على أن الاستثمار في حماية البيئة هو استثمار في صحة المواطن ومستقبل الأجيال القادمة، معبرة عن ثقتها في قدرة الجزائر على رفع التحديات بفضل الإرادة السياسية، الكفاءات الوطنية، والشراكات الاستراتيجية.
كما أعربت عن أملها في أن يخرج هذا اليوم الدراسي بتوصيات عملية قابلة للتنفيذ، تسهم في تعزيز التنسيق وتطوير آليات العمل المشترك، وبناء شراكات جديدة مع المجتمع المدني بما يخدم الهدف المشترك: بيئة نظيفة وصحة عامة مستدامة.
نسرين ج
Comments